مقالات الخليج

يريد أن يحرق الجبل بعود ثقاب في يوم عاصف

محمود المحمود

 

الجريمة العنصرية التي ارتكبتها دولة السويد الأسبوع الماضي، جاءت ضمن سلسلة من الجرائم الغربية التي انكشفت مؤخرا ضد المسلمين والإسلام وأظهرت مدى الرعب والهلع الذي يعيشونه في غرفهم المظلمة من انتشار الإسلام في دولهم.

فلم يكن شيئا غريبا أن يقوم متطرف “ليس إرهابي طبعا” بحرق نسخة من القرآن الكريم، ولم استغرب موافقة قاضٍ كاره للمسلمين بأن يمنح موافقة – غير قانونية – لارتكاب هذه الجريمة، فهو قد حكم من منظور عنصري لشخص يكره الإسلام والمسلمين، ولكن الأمر الجديد في هذه السلسلة القذرة هو ترحيب الحكومة السويدية بالقرار وحماية المجرم بأفراد من شرطة حتى يتمكن من حرق بضعة أوراق.

سآخذكم إلى وجهة نظر هؤلاء الذين ادعوا الحكمة والتقدم والرقي لسنوات طويلة، فلو أن المسؤول الحكومي الذي يقود تلك البلد المتقدمة حقوقيا وصناعيا، لديه نسبة ضئيلة من العقل، لكان قد رفض هذا الأمر، لأنه سيراه من وجهة نظر أن رجلا يريد حرق بضعة أوراق، وأنها في النهاية لن تحرق المسلمين ولن تلغي قرآنهم وستكون مثلها مثل نشوب حريق في منزل به نسخة من القرآن.

لكن التعصب عادة يعمي أبصار أكثر المفكرين والعلماء، فكم من علماء رأوا بديع الخالق في خلقه إلا أنهم استكبروا وماتوا على كفرهم، وهذا ما حدث في عقل هذا المسؤول المريض الذي ظن أنه سيحرق الجبل بعود ثقاب في يوم عاصف.

كما لم يدرك هذا الأعمى ما ارتكبه وأثره على بلده وصناعاته وتفكير المسلمين في شتى بقاع الأرض، فلا أتصور أن مريضا مسلما سيسمع كلمة “أسترازينيكا” التي راجت وازدهرت أيام كورونا ويقبل بأن تكون علاجا لمرضه حتى لو مات، ولا أتخيل مسلما سيذهب لشراء سلعة مكتوب عليها صنعت في السويد “حارقة القرآن”.

قد يحاول البعض إيجاد المبرر للجريمة وكأنهم هيئة دفاع عن المجرم، ويقولون إنه فعل فردي وأن مقاطعة المنتجات السويدية قد يضر بالعاملين فيها ويقطع أرزاقهم، بينما نسوا أن القرآن الذي احترق في السويد فيه آيات كثيرة تؤكد أن الرزاق هو مُنزل هذا الكتاب.

بقي لي أن أختم بأن ملكنا المعظم كانت له رؤية ثاقبة مستمدة من سماحة الدين الحنيف، وانعكست تلك الرؤية في نهج المملكة لتأتي بعد أكثر من عقدين وتؤكد أنها المسار الأصلح ليس للبحرين فقط وإنما للعالم أجمع، فاحترام الآخر والتقبل والتعايش فيه صلاح الناس جميعا.

إن السلام والتعايش المشترك هما المفتاح لبناء عالم أفضل وأكثر تناغمًا، وعلينا أن نعمل جميعًا معًا تحت قيادتنا الرشيدة من أجل تحقيق هذا الهدف وأن نرفض العنف والتعصب ونعتمد قيم التسامح والمحبة والاحترام المتبادل.

 

 

القبطان محمود المحمود رئيس تحرير جريدة الديلي تربيون الإنجليزية.

علق على الخبر بحسابك بالفيسبوك
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى