في مجلس إبراهيم زينل.. الأمن الغذائي بين الترقب والتفاؤل

مجلس إبراهيم زينل من المجالس الرمضانية الثرية التي تتنوع فيها الموضوعات التي تثير شهية رواده للحديث بشأنها، وخاصة أن صاحب المجلس نفسه يتفاعل ويثري مجلسه بطرح مختلف القضايا، سواء الاجتماعية أو الاقتصادية وكذلك السياسية.
زيارة «أخبار الخليج» مجلس زينل بالجفير بدأت بحديث مسبق بين الأستاذ أنور عبدالرحمن رئيس التحرير وكاتب المقال، وقد كشف عبدالرحمن عن رغبته في استعراض ملف الأمن الغذائي كأهم القضايا التي تشغل العالم في السنوات الأخيرة وخاصة منذ جائحة فيروس كورونا «كوفيد-19»، التي وضعت هذا الملف على رأس أولويات الحكومات حول العالم، لافتا إلى أن إعلان شركة ممتلكات البحرين القابضة «ممتلكات»، صندوق الثروة السيادي لمملكة البحرين، إطلاق شركة غذاء البحرين القابضة «غذاء» فرصة مناسبة للاستماع لرأي الخبراء المهتمين بالقطاع الخاص.
سفينة الحوار تُبحر
مع الاستعداد المسبق للقاء، إلا أن الأستاذ أنور عبدالرحمن أبحر بسفينة الحوار المتدفق، مثيرا قضية هجرة العقول من الشرق إلى الغرب، عندما تطرق إلى الطبيب الباكستاني محمد علي أمية الذي تخرج في كلية الطب بالولايات المتحدة وعاد إلى كراتشي في بلاده، وقضى ما يقارب عاما ونصف العام من دون عمل، وعندما راسل جامعته الأمريكية عرضت عليه أن يغادر باكستان إلى الولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى، وفي عام 1973 نجح هذا الطبيب الباكستاني في إجراء جراحة نادرة في العمود الفقري لفلاح أمريكي.
وتابع قائلا إن «Reader’s Digest» كتبت ملفا كاملا عن هذه الجراحة النادرة كشفت فيه أن التحضيرات لها استغرقت 6 أشهر تقريبا من أجل انتقاء أفضل الأطقم المساعدة للجراح الباكستاني، وكانت من الجراحات السباقة في عالم جراحة العمود الفقري.
واستغرقت الجراحة 18 ساعة متواصلة، وبعد مرور 48 ساعة على العملية كتب الطبيب في ورقة عرضها على المريض: «إذا كنت تستطيع قراءة هذه الكلمات فعليك أن تومئ بعينيك»، وعندما «رمش» المريض هنا أكد لهم الطبيب نجاح العملية الجراحية.
وتابع أنور عبدالرحمن: تجربة الطبيب الباكستاني تكررت مع العالم المصري فاروق الباز الذي تخرج في جامعة الإسكندرية وبقي عاطلا مدة 7 أشهر، وعندما علمت الجامعة الأمريكية التي حصل فيها على دراساته العليا عرضت عليه العودة إلى الولايات المتحدة، وبالفعل كانت له إسهامات مؤثرة في عالم الفضاء، حتى صار الرجل الرابع ضمن الفريق الذي أوصل الإنسان إلى القمر.
وعقّب إبراهيم زينل قائلا إن العالم العربي والإسلامي يزخر بالنوابغ في مجالات عدة كالطب والتكنولوجيا وغيرها، لأنها مناطق ولادة، لكن لماذا لا يبزغ نجم هؤلاء إلا عندما يتركون الشرق ويتوجهون إلى الغرب؟ وعندما تزور بريطانيا تجد أن غالبية الأطباء في المستشفيات الحكومية هناك هم من جنسيات أخرى كالعراقيين وغيرهم.
وأضاف أن هؤلاء النوابغ جميعا يمتلكون الجينات العربية والإسلامية والشرق أوسطية، ولكن هذا التميز لا يتحقق على أراضي بلدانهم، وتذيع شهرتهم بعد أن يغادروا إلى بلاد الغرب، وكأن التربة هناك خصبة للنجاح بعكس أراضينا.
وقال أنور عبدالرحمن إن الإشكالية الحقيقية تتركز في توفير العناصر المساعدة للنجاح، ومنطقتنا تعتبر طاردة لهذه العناصر، وهذه الحقيقة المؤلمة.
واستذكر زينل تجربة عادل العلي ذلك الشاب البحريني الذي قضى سنوات بين جدران الخطوط الجوية البريطانية، وعندما انتقل إلى الشارقة وأسس شركة «طيران العربية» اختير كأفضل رئيس تنفيذي لشركة طيران اقتصادي في العالم لعام 2008، وباتت الشركة في صدارة شركات الطيران الاقتصادية في العالم، مشيرا إلى أنه لماذا لم يتم الاستفادة من هذه الكفاءات في الناقلة الوطنية، والسؤال الذي يفرض نفسه هو هل يجب أن يخرج النوابغ والمتميزون خارج بلدانهم حتى نتعرف على قدراتهم، وهل هذا ينطبق على القطاع الحكومي والقطاع الخاص أيضا، لأنني لا أتصور أن تسمح جهة ما بمثل هذا الأمر؟
وأضاف أننا لم نر طبيبا أو عالما واحدا سواء من أمريكا أو الغرب يغادر بلاده ليأتي إلينا ويبزغ نجمه هنا، في المقابل في الولايات المتحدة الأمريكية وعديد من الدول الغربية تجد أن معظم الشركات المالية والاقتصادية تديرها عقول من الشرق، ما هو التفسير لذلك؟
فأجابه أنور عبدالرحمن أن هذه الحقيقة التي يفرضها الواقع، لأننا لا نترك المجال أمام المهنيين لأداء أعمالهم، عبر التدخل في شؤونهم وعرقلة مسيرة أعمالهم، لأن المهنيين لا بد أن تتوافر لهم الحرية المطلقة كي يحققوا الإنجاز المنشود، فعلى سبيل المثال فإنك عندما تستقدم أعظم طباخ في العالم عليك أن توفر له المواد فقط وتتركه يبدع في طبخ الأكلات المختلفة بأسلوبه وطريقته هو، أما إذا تدخلت في كيفية طبخه فلن يكون قادرا على أن يقدم له شيئا مميزا.
وتطرق إبراهيم زينل إلى أنه التقى أحد المؤلفين المسرحيين البحرينيين الذي شكا من عدم قدرته على ترويج كتاباته الفنية في البحرين، في المقابل تسارع شركات الإنتاج الخليجية للحصول على ما يكتبه وتنتجه كأعمال فنية درامية، مشيرا إلى أن الفن إحدى الأدوات الجاذبة للسياحة، حيث كانت البحرين في السابق تزخر بالنشاط الفني على مدار العام سواء من المسرحيات التي تستقطب الزوار من كل مكان.
وعقب أنور عبدالرحمن قائلا: علينا أن نعترف بأن الأجيال تغيرت، والجيل الحالي يبحث عن أشياء مختلفة، ولا يمكن إعادة عجلة الزمن 30 عاما إلى الوراء لنفرض عليه أنماطا تقليدية من الفن أو الترفيه، لأن المعلومات العامة التي في عقل أي شاب عمره 15 عاما الآن تفوق الرجل في عمر الثلاثين عاما، والسؤال: هل نحن تغيرنا بنفس قدر تغير العالم حولنا؟
وأضاف: إنني لا أستطيع أن أقيم المناهج التعليمية لدينا إلى أين وصلت، ولكن ما أدركه فعلا أنه حتى في بريطانيا يعترفون بأن المناهج التعليمية متخلفة عن متطلبات العصر، والشباب البريطاني يتخرج ولا يجد عملا لأنه لا يمتلك المقومات المطلوبة في سوق العمل.
احترام العقول
ونوّه إبراهيم زينل بفكرة برنامج «بيبان جونيور» المعروض على التلفزيون البحريني، الذي تقوم بتشجيع النشء على دخول عالم ريادة الأعمال، لافتا إلى تزايد الأفكار التجارية التي يقدمها النشء في عمر الـ15 عاما وهو أمر يدعو إلى التفاؤل بالمستقبل.
وقال أنور عبدالرحمن: أحفادي يقولون لي إن المدرس يقوم بتعليمنا «الحساب أو التاريخ» لكنه لا يعلمنا «كيف نصنع أموالا أو كيف نكون أصحاب أعمال؟»، لذا يجب أن يعلم القائمون على العملية التعليمية أن المنهج التعليمي لا يواكب أحلام وطموحات الطلبة من الأجيال الجديدة.
وعلّق عيسى جاسم سيار أنه لا توجد مواءمة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل والمجتمع، ونحن لو وفرنا البيئة الحاضنة الجاذبة للإبداع سنجد شبابا لا يعتمد فقط على الشهادة من أجل الحصول على العمل.
وتابع سيار أنه يجب أن تتوافر العوامل المحفزة على الإبداع والابتكار في البيئة المحيطة بالنوابغ والمتميزين، حتى لا تكون بيئتنا طاردة، منها الحرية والعدالة.
وعقّب أنور عبدالرحمن قائلا: نحن لا نحترم العقل، إننا سنتقدم عندما نحترم العقل، وأن نقدر أصحاب الأفكار حتى إن كانوا من الأصغر سنا.
وعاد إبراهيم زينل ليسأل: لماذا لا نحترم العقل في منطقتنا على الرغم من أن الدين الإسلامي يحض على التفكر والقراءة واحترام العلم؟
اللغة العربية بين الصين والهند
ومع حضور السفير ثاقب رؤوف سفير جمهورية باكستان الجديد لدى مملكة البحرين، أكد له أنور عبدالرحمن أن المجالس الرمضانية في البحرين فرصة لطرح العديد من القضايا والملفات التي تشغل الشارع البحريني.
وأكد السفير الباكستاني الجديد حرصه على تعلم اللغة العربية كي يتواصل مع المجتمع البحريني.
وعلق عبدالرحمن أنه التقى أحد السفراء الصينيين الذين كانوا يتقنون اللغة العربية بطلاقة، وعندما سألته عن كيفية تمكنه من ذلك كشف لي أن أباه كان سفيرا في عدد من الدول العربية، وكان يتنقل معه عندما كان طفلا، وهذا هو السر وراء اتقانه اللغة العربية.
وأشار السيد فوزي كانو إلى أن الصين وعددا من الدول الغربية تحرص قبل انتداب سفرائها إلى المنطقة العربية على إرسالهم إلى مدارس متخصصة حتى يتعلموا ليس فقط اللغة العربية، ولكن كيفية التواصل مع العالم العربي وشعوبه.
ومع وصول الدكتور الهندي «داوي» طرح عليه الشيخ عبدالحسين العصفور سؤالا عن أسباب عدم تعلمه اللغة العربية على الرغم من إقامته الطويلة في البحرين، فتعلل بعدم وجود مدارس تشجع على تعليم اللغة العربية.
وعلّق أنور عبدالرحمن قائلا إن الشعب الهندي من أقل الشعوب رغبة في تعلم اللغات، في المقابل نجد أن الصينيين هم أكثر المقبلين على تعلم اللغة العربية وخاصة العاملين منهم في السلك الدبلوماسي، وكذلك اليابانيون.
وذكر عبدالرحمن أنه خلال عودته من نيويورك التقى على الطائرة مع شخص ياباني قال له إنهم يعملون في اليابان على ترجمة كتب الفيلسوف والمؤرخ ابن خلدون، لأنهم وجدوا أنه من قلمه كان نظيفا بعيدا عن التعصب المذهبي والديني، وكتابه «مقدمة ابن خلدون» هو أعظم كتاب لفهم الإنسان.
وأشار عبدالرحمن إلى أنه على الرغم من القرب الجغرافي للهند مع الخليج فإن رغبتهم في تعلم اللغة العربية كانت ولا تزال محدودة.
واتفق معه إبراهيم زينل مؤكدا أنه على الرغم من التقارب التجاري والثقافي بين الهند والخليج لا نجد كثيرا من المجتمعات الهندية يتحدثون العربية وينطبق الأمر على السفراء الهنود أيضا في منطقتنا، وعلى دول أخرى كالصين.
سفينة الحوار ترسو
قبل نهاية اللقاء، رست سفينة الحوار في فرضتها الأخيرة، إذ دار نقاش طويل حول ملف الأمن الغذائي، عندما تساءل أنور عبدالرحمن عن دور شركة «غذاء» التي أعلنتها شركة «ممتلكات» مؤخرا، وكيف ستعمل؟
فأجاب إبراهيم زينل أن هذه خطوة جاءت متأخرة، وكان من المفترض أن تؤسس مثل هذه الشركات منذ فترة طويلة، ويجب أن يكون هناك تخطيط متكامل، لأن الأمن الغذائي قضية حيوية، وعلى الرغم من ذلك كنا نسمع «جعجعة كثيرة ولا نرى طحنا»، إذ كثر الحديث في السنوات الأخيرة عن الأمن الغذائي من دون خطوات ملموسة.
وأضاف أن الأمن الغذائي سياسة طويلة الأجل، لأن ما نغرسه اليوم سنقطف ثماره بعد عشر سنوات، وذلك من خلال وضع أساس صلب للأمن الغذائي، لافتا إلى أنه لا توجد دولة في العالم قادرة على تحقيق الأمن الغذائي الكامل ذاتيا، ولكن يجب تقليل الاعتماد على الخارج نوعا ما.
وأشار زينل إلى أن الإشكالية الرئيسية في البحرين هي عدم توافر مساحات الأرض الكافية لتغطية معايير الأمن الغذائي، إذ لا توجد مساحات لمزارع المواشي والأبقار، وهو ما يجعلنا الدولة الخليجية الوحيدة التي لا توجد لديها «ألبان طازجة»، مشددا على أن ملف الأمن الغذائي لا بد أن يكون في صدر الأولويات من خلال توفير الميزانيات اللازمة له، متسائلا هل تنوي الدولة ضخ ميزانيات لهذا الملف؟
وتابع زينل أن إنشاء شركة «غذاء» خطوة إيجابية، إذ يجب أن تكون هناك جهة لديها القوة اللازمة لتقليل الاعتماد على الخارج، وذلك من خلال التركيز على الاستزراع السمكي وتربية المواشي وإنتاج الألبان وتربية الدواجن، مؤكدا أنه يجب إعادة النظر في أسعار الخدمات المقدمة لقطاع الغذاء، إذ لا يمكن أن تكون رسوم المشاريع الزراعية والغذائية بنفس قدر المشاريع الأخرى.
بدوره أكد أنور عبدالرحمن أهمية التنسيق مع المملكة العربية السعودية الشقيقة بما لديها من إمكانيات هائلة على مستوى الأراضي، لافتا إلى أن التنسيق ضرورة ملحة لا مناص منها، ولنا في تجربة سنغافورة المثال في ذلك، إذ تعتمد على ماليزيا في تأمين غذائها.
واتفق إبراهيم زينل معه مؤكدا أن التنسيق مع الدول المجاورة أمر جيد، ولكنني لا أؤمن بأن الأمن الغذائي يمكن أن يتحقق من الخارج، كما أن كل دول الخليج بحاجة إلى أمن غذائي بدرجات متفاوتة، فدولة الإمارات أسست شركة «الأغذية» منذ فترة طويلة، ولديهم مطاحن وإنتاج دواجن وألبان، وهناك مشاركة مع القطاع الخاص.
وحذّر أنور عبدالرحمن من أن التخلف عن ركب هذا المضمار له عواقب غير حميدة، فبريطانيا التي تملك المساحات الشاسعة من الأراضي والمياه لم تعد دولة زراعية، وتعاني نقصا في المنتجات الزراعية حتى إنه لا يوجد لديها «خس وخضراوات وقمح».
وقال عبدالرحمن: لذا فإنني أقول إنه يجب أن ننسق علاقاتنا مع جيراننا وخاصة الذين لديهم أراض.
وأوضح إبراهيم زينل أن السلع الأساسية للأمن الغذائي وهي الأرز والسكر والطحين والزيوت النباتية والعلف من الصعب أن يتم إنتاجها في مملكة البحرين بسبب قلة الأراضي الزراعية.
وأشار إلى أن السعودية كانت تقوم بزراعة القمح محليا وتقدم دعما للمزارع عن كل طن قمح يزرعه، وعندما زار وزير الزراعة الأمريكي السعودية قال لهم إنكم تبعثرون أموالكم، وإنه قادر على توريد القمح للسعودية بأسعار أقل من مبالغ الدعم التي تقدمها المملكة للمزارعين، فأجابوه أن الهدف الأساسي من هذا الدعم هو إدخال ثقافة الزراعة والاهتمام بالأرض في وعي المستثمر السعودي ليدخل في القطاع الزراعي، وهو ما أدى إلى تنشيط هذا القطاع بالمملكة الشقيقة، حتى باتت تنتج كل الخضراوات والفواكه، وتوقفت عن زراعة القمح بسبب احتياجه إلى كميات كبيرة من المياه فقط.
وتداخل الشيخ عبدالحسين العصفور قائلا إنه مع قلة المساحات المزروعة في البحرين إلا أن المزارعين البحرينيين نجحوا.
وعقّب هاني العصفور قائلا إنه يمكن الاعتماد على أنماط الزراعة العمودية التي نجحت في البحرين، ويمكن أن يدعم صندوق العمل «تمكين» هذا النوع من الزراعات لزيادة الإنتاج الزراعي منها، عن طريق دعم التكنولوجيا الزراعية المتطورة.
وجدد إبراهيم زينل تأكيده أن توفير الميزانية اللازمة لشركة «غذاء» يجب أن يكون أولوية، وألا نتسرع في انتظار المردود الآني منها، لأن الأمن الغذائي والزراعة يحتاج إلى وقت.
وأشار إلى أن شركة «غذاء» ستضم الشركات المعنية بالغذاء التي تمتلك الدولة حصصا فيها، وهي شركة المطاحن التي تمتلك الدولة حصة بنسبة تصل إلى حوالي 67%، والعامة للدواجن ودلمون للدواجن، مشيرا إلى الطحين في البحرين هو الأرخص في العالم، إذ لا يوجد دولة في العالم كيس الطحين 50 كيلو فيها بدينارين فقط؛ لأن الدولة تدعمه بشكل سخي.
وردا على سؤال من «أخبار الخليج» عن أولويات شركة «غذاء» الوليدة، أكد إبراهيم زينل أهمية التركيز على المجالات التي يمكن تنفيذها وعليها طلب، وهي الدواجن وتربية المواشي والاستزراع السمكي وإنتاج الألبان، بالإضافة إلى التركيز على بعض المحاصيل التي يمكن إنتاجها بالطرق الجديدة، مشيرا إلى أن هناك جانبا آخر للأمن الغذائي يتمثل في توفير مساحات تخزين طويلة الأجل «الصوامع».
وأضاف أنه يجب أن تكون لدينا صوامع تستوعب تخزين القمح أكثر من 10 أشهر أو سنة؛ لأن القمح من السلع الأساسية لمملكة البحرين، معبرا عن تطلعه إلى أن تركز شركة «غذاء» على التنسيق مع القطاع الخاص باستثمارات مشتركة، من خلال توفير الدعم اللازم لذلك، المتمثل في توفير البنية الأساسية للمشاريع الغذائية ودعم الخدمات المرتبطة بها، لأن أي مشروعات للأمن الغذائي تتطلب أراضا وبنية تحتية ميسرة سواء من الطرق أو الكهرباء والماء.
وأوضح زينل أن توافر الأراضي والبنية الأساسية والسعر غير التجاري للخدمات عوامل تحفز على الاستثمار في القطاع الزراعي، سواء من المستثمر المحلي أو الأجنبي، ونحن كقطاع خاص نبحث عن الأراضي لإقامة المشاريع الغذائية، لافتا إلى أن حجم السوق البحريني قد لا يشكل عنصر جذب للاستثمار الأجنبي في القطاع الغذائي، ولكن علينا أن نتوسع في التنسيق على المستوى الخليجي والأشقاء في السعودية والإمارات.
وشدد إبراهيم زينل على أن القطاع الخاص يده ممدودة للتعاون مع شركة «غذاء» لأننا نعتبرها خطوة أولى وإيجابية، ويجب أن تكون هناك خطة كاملة لعمل هذه الشركة تتضمن وجود ميزانية كافية، لأنه من دون ذلك لا يمكن استقطاب الاستثمارات المنشودة في هذا القطاع.
بدوره، قال سامي محمد زينل رئيس مجلس إدارة الشركة العامة للدواجن عضو مجلس إدارة شركة «غذاء» الجديدة إن الشركة العامة للدواجن أجرت توسعة جديدة تمكنها من تغطية 45% من إإنتاج الدواجن على المستوى المحلي، وكشف عن وجود خطة لتوسعة جديدة للشركة، معبرا عن ثقته باستمرارية العمل لتحقيق الأمن الغذائي بالمملكة