أكثر من 165 ألف زائر و560 ألف تأشيرة في 3 شهور.. السعودية وبريطانيا تعززان السياحة والثقافة بينهما

ترتبط السعودية وبريطانيا بعلاقات وثيقة وقديمة، تزداد رسوخًا مع مرور الشهور والسنوات، مما أوجد تطابقاً في الرؤى بين البلدين، في العديد من الملفات المشتركة، كما أوجد تجانساً استثنائياً في مجالات عدة، أبرزها السياحة والثقافة، وتعزز زيارة دولة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إلى السعودية من مكانة تلك العلاقات، التي تندرج ضمن تطلعات رؤية 2030 في توثيق علاقات السعودية بالدول كافة، خاصة الكبرى منها، ذات التأثير السياسي والاقتصادي.
فبجانب ما تعكسه زيارة رئيس الوزراء البريطاني للمملكة من تقدير الحكومة البريطانية لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- ومكانة المملكة السياسية والاقتصادية، وثقلها ودورها المحوري على المستوى الدولي، فإن الزيارة ذاتها تؤكد حرص قيادات الدول الكبرى على التشاور مع القيادة الرشيدة -حفظها الله- حول مستجدات الأحداث إقليمياً ودولياً.
والحديث يطول عن التعاون بين البلدين في المجال السياحي، الذي شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، ويتجلى ذلك في توقيع الهيئة السعودية للسياحة و(Visit Britain) اتفاقية “بيان نوايا مشترك” لتعزيز التعاون بينهما وتبادل الخبرات، كما أصبحت السعودية وجهة للسياح البريطانيين، إذ استضافت في خلال ثلاثة أشهر، أكثر من 165 ألف زائر من المملكة المتحدة، وأصدرت أكثر من 560 ألف تأشيرة إلكترونية.
وتتطلع بريطانيا إلى تعزيز علاقاتنا بالهيئة السعودية للسياحة لتعزيز عروضها السياحية التنافسية، وتقديم أفضل تجربة للزوار السعوديين خلال زيارتهم إلى بريطانيا والاستفادة من الفرص المهمة في الوقت المناسب لتحقيق النمو والتطور.
165 ألف زائر
واستضافت السعودية أكثر من 165 ألف زائر من بريطانيا خلال الفترة من يناير إلى مارس من العام الحالي، و100 مليون زائر في عام 2023. وتعمل السعودية على تطوير مشاريع رائدة، تحتفي بثقافتها وتراثها الخاص، وتندرج ضمن استثماراتها في قطاع السياحة البالغة 800 مليار دولار، بحيث تصبح وجهات مميزة، مثل معالم المملكة المتحدة: برج لندن وستونهنغ، وترى السعودية أن هذه المشاريع ستكون قادرة على استقطاب مزيد من الزوار من المملكة المتحدة وجميع أنحاء العالم في المستقبل.
وقالت وزارة الثقافة البريطانية على هامش توقيع الاتفاقية نفسها: “تساهم السياحة بدور كبير في جعل المملكة المتحدة مقصداً محبباً للزوار الذين يبحثون عن معالم طبيعة رائعة، وشواطئ خلابة، ووجهة مفضلة للراغبين في استكشاف تراثها الثقافي الغني والمتنوع في بلداتنا وقرانا ومدننا، حيث يقوم بالتعريف بها والترويج لها نخبة من المتخصصين الذين يعملون على توفير تجارب استثنائية”.
وتعمل البلدان على إيجاد فرصة قيّمة لتعزيز مشاركتهما الأوسع، بما في ذلك مواصلة الجهود مع الشركات المعنية في قطاع السفر للترويج للوجهات البريطانية، وتطوير الحملات التسويقية، لتشجيع مزيد من السعوديين على التخطيط لرحلاتهم القادمة إلى المملكة المتحدة.
العلاقات الثقافية
وبجانب العلاقات في القطاع السياحي، تجمع السعودية والمملكة المتحدة روابط تعليمية وثقافية قوية، حيث يبلغ عدد الطلاب المبتعثين السعوديين الدارسين في الجامعات البريطانية حوالي 14000 طالب وطالبة، كما تخطط جامعة “ستراثكلايد” لتصبح أول جامعة بريطانية تُنشئ فرعاً لها داخل المملكة، بالتعاون مع جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.
وسبق أن أبرمت السعودية والمملكة المتحدة، اتفاقية تعاون ثقافي بين البلدين، تتضمن تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين البلدين في المجالات الثقافية المختلفة، وتبادل الخبرات للمشروعات الاستراتيجية المشتركة، والتنسيق بين الطرفين فيما يخص الأنظمة والتنظيمات والسياسات المعنية بالجانب الثقافي. وتضمنت المذكرة تعزيز التعاون بين الجانين في مجالات: المتاحف، والتراث، والأفلام، والمسرح والفنون الأدائية، والموسيقى، والأدب والنشر والترجمة، والفنون البصرية، وفنون العمارة والتصميم، والمكتبات، إضافة إلى تنمية التعاون في الجوانب المتعلقة بالمحافظة على التراث السعودي بجميع أنواعه، وتسهيل إجراءات التواصل بين الجهات الثقافية في البلدين، وتعزيز المشاركات في المهرجانات الثقافية، وبرامج الإقامات الفنية بين المؤسسات الحكومية والأهلية، وتبادل زيارات الوفود الرسمية والخبراء، إلى جانب إقامة البرامج التدريبية والجلسات العملية وبرامج بناء القدرات، والندوات الثقافية المشتركة.