مياه فوكوشيما النووية ستتسرب لكل محيطات العالم.. ما المخاطر المحتملة على البشرية رغم تطمينات؟

بدأت اليابان عملية تصريف المياه المعالجة من محطة فوكوشيما للطاقة النووية، بعد 12 عاماً على واحدة من أسوأ الكوارث النووية في العالم.
وتقضي خطة اليابان بالتخلّص من حوالي 1.34 مليون طن من المياه الملوثة المخزنة في موقع المحطة (أي ما يكفي لملء 500 حوض سباحة أولمبي)، وذلك من خلال تصريفها في المحيط الهادئ، بعد معالجتها وتخفيف كثافتها.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد صادقت في يوليو/ تموز الماضي على هذا المشروع الذي يثير الذعر داخل اليابان ولدى بعض الدول المجاورة لها، بسبب مخاوف من الإشعاعات، ومن تلوث المحيط.
لكن طوكيو تؤكد أن عملية تصريف المياه المعالجة في البحر ستستمر سنوات ولن تكون لها أي عواقب بيئية أو صحية.
قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الثلاثاء إن السلطات “ستطلب من مشغّل المحطة الاستعداد على الفور لبدء التخلص من المياه في 24 أغسطس/ آب، إذا كانت الظروف الجوية والبحرية مناسبة”.
وقالت الحكومة إن تصريف المياه خطوة ضرورية في العملية الطويلة والمكلفة لإيقاف تشغيل المحطة التي تقع على الساحل الشرقي للبلاد، على بعد حوالي 220 كيلومتراً شمال شرق العاصمة طوكيو.
وكانت اليابان قد جمعت وخزنت المياه الملوثة في خزانات لأكثر من عقد من الزمان، لكن المساحة بدأت تنفد.
وعملت شركة “تيبكو” المشغلة للمحطة على تصفية المياه لإزالة أكثر من 60 مادة مشعة، لكن مع ذلك، لن تكون المياه خالية تماماً من الإشعاع لأنها ستظل تحتوي على التريتيوم والكربون 14، وهما من النظائر المشعة للهيدروجين والكربون التي لا يمكن إزالتها بسهولة من الماء.
لكن خبراء يعتقدون أنها لا تمثل خطراً ما لم تُستهلك بكميات كبيرة، إذ تنبعث منها مستويات منخفضة جداً من الإشعاع.
وقالت طوكيو في وقت سابق إن المياه التي ستصرّف في المحيط الهادئ، والتي خلطت بمياه البحر، تحتوي على مستويات التريتيوم والكربون 14 التي تلبّي معايير السلامة.
ومنذ وقوع كارثة فوكوشيما عام 2011، جمعت شركة “تيبكو” 1.34 مليون طن من المياه المستخدمة لتبريد ما تبقى من المفاعلات التي لا تزال شديدة الإشعاع، والتي اختلطت بالمياه الجوفية والأمطار.
وتقول الشركة إنه المياه ستصفى قبل تصريفها، لإزالة كل المواد المشعة باستثناء التريتيوم، والتي تقل مستوياتها كثيراً عن المستويات الخطرة.
وستصرّف تلك المياه في المحيط قبالة الساحل الشمالي الشرقي لليابان بمعدل أقصى يبلغ 500 ألف لتر يومياً.